جاهز لبدء عملك ومشروعك الخاص؟ إذاً فكر بالأهداف الاستراتيجية قبل أن تبدأ بالإنفاق
التفكير بكتابة الخطة الاستراتيجية يجب أن تكون أول أولوياتك كصاحب العمل أو كرائد للأعمال تملك فكرة مشروعك وتنوي تحقيقها.
خلال عملي كمستشار لتطوير الأعمال في تركيا خلال السنوات الماضية، توصلت الى الحقيقة التالية، وهي أن الذين قد بدأوا فعلا أعمالهم واستثماراتهم وخاصة من هم في المجال الصناعي يمتلكون خبرة جيدة جداً في مجال اختصاصهم (الإنتاج)، وذلك نتيجة الخبرة المتوارثة عن الآباء أو من خلال تجربة العمل الحقيقية بنفس المجال. لكن نتيجة لهذه الحقيقة فإنهم يفترضون بأنهم يعرفون تماماً ما يحتاجون إليه لبدء العمل/الاستثمار من جديد؛ كم سوف يحتاجون من رأس المال، ما هي الآلات والمعدات التي يحتاجونها، من أين سوف يأتون بالمواد الأولية، كم عدد العمال والموظفين، والعديد العديد من العوامل الأخرى اللازمة لإطلاق مشروعهم.
كلن دائماً وبنسبة كبيرة جداً تصل ل ٩٩.٩٪ يتجهون أهمية كتابة وتحديد أهدافهم الاستراتيجية للمشروع، ولا يضعون الموازنة المالية الضرورية لتنفيذ هذه الأهداف؛ حيث يفترضون أنه بمجرد بدء المشروع، ستأتي الإيرادات والزبائن والأرباح الكافية لتطوير أعمال مشروعهم.
الكثيرين من الصناعيين يعتبر أن هذا الأمر هو مجرد فكرة أو نظرية و أنه في الغالب لا يمكن تحقيق تلك الأهداف النظرية في الحياة العملية. لكن مجدداً من واقع التجربة والمساعدة في إعداد الخطة الاستراتيجية لبعض الشركات الناشئة والتي يملكها مستثمرون عرب في تركيا؛ أنصحك بتحديد نموذج عملك الحالي الذي تنوي العمل به وتطبيقه، وعرف بشكل دقيق قاعدة عملائك؛ كما عليك دراسة وتحديد منافسينك وما هي القيم التي يجلبها هؤلاء المنافسين للسوق، وبالتالي عليك أنت أيضاً أن تحدد القيمة المضافة والميزة التنافسية التي سوف يحملها عملك للسوق؛ بالاضافة الى ذلك إبدأ من كتابة وتطوير أهدافك الاستراتيجية للأشهر ٦ الأولى والسنة الأولى والثلاث سنوات اللاحقة من عمر مشروعك.
ان تفكيرك بشكل مسبق بكل هذه النقاط سوف يساعدك على الإجابة عن الأسئلة التالية:
كيف سوف تكون إيرادات مشروعك خلال تلك الأطر الزمنية؟
ماهو ضروري لمشروعك ويجب الإنفاق عليه فور بدء المشروع؟ وماذا يمكن أن ينتظر؟ وكم يجب أن ينتظر ؟
من خلال الاستراتيجية السليمة، يمكن للعديد من الشركات الناشئة استخدام الإيرادات الواردة بعد إطلاق المشروع في المساعدة على تمويل النفقات الإضافية إذا لزم الأمر؛ فبدلاً من شراء كل شيء مرة واحدة عند إطلاق المشروع، سوف يكون لديك الخيار بالإنفاق بشكل أقل عند انطلاق المشروع، وبالتالي الحصول على أفضل عائد وتحقيق أفضل النتائج من مشروعك، دون إرهاقه.
كل ذلك يعود لوجود خطة استراتيجية سليمة في بداية تأسيس المشروع.
صحيح أننا اليوم في عصر المعرفة والمعلومة أصبحت متاحة وبكثرة للجميع، بل بالمجان أيضاً؛ إلا أنه هناك العديد من الشركات الاستشارية التي تدعي أنها سوف تساعد الشركات الناشئة الجديدة أو المتعثرة في النجاة من تعثر نمو أعمالها. لذا يجب على أصحاب الأعمال والمستثمرين توخي الحذر من مثل هذه الإدعاءات، حيث أن بعض الشركات الاستشارية إما تركز في عملها على نواحي إدارية محددة قد تكون غير ضرورية للشركة الناشئة ، أو ليس لديها الخيرة المعرفية في سياق عمل الشركات الناشئة وخصوصية الحالة التي تمر بها، وبالتالي لا تساعد أصحاب العمل على تحقيق رؤيتهم الاستراتيجية على المدى القصير والمتوسط.
لذا يجب على أصحاب الأعمال بذل كل الجهد والعناية الواجبة لفهم عملية التطوير الإداري، والسؤال عن المراجع والتحقق من تلك المراجع، وسؤال الشركات الأخرى التي سبقتهم عن الكيفية التي ساعدت بها الجهة الاستشارية، وما هو تأثير الاستراتيجيات الموصى بها من قبلهم على أعمالهم وتطورها.
بعد إطلاق عملك، يجب عليك أن تتذكر أن الخطة الاستراتيجية هي وثيقة قابلة للتعديل ويجب الرجوع إليها وبشكل دوري لسبر ماذا يعمل/لا يعمل؟ هل هناك فرص جديدة لم تنتبه إليها قبل بدء المشروع؟
الخطة الاستراتيجية هي وصف مكتوب لمستقبل عملك، وهي وثيقة تخبر ما تخطط للقيام به وكيف سوف تقوم بذلك؛ أي هي البوصلة الموجهة لأي صاحب مشروع طوال فترة عمله أو خلال تأسيس العمل. فهي تساعدك على توثيق أهداف شركتك، وتحديد مقدار رأس المال الذي يحتاجه مشروعك، بالاضافة الى أنها تساعدك على قياس أداء الشركة والموظفين معاً.